تقرير// علي محمد أحمد

الخرطوم 21-5-2019م (سونا) – دخل الاسلام السودان عبر بوابته الشرقية عن طريق الطرق الصوفية التي ظلت تقدم انموذجا رائعا للوسطية والاعتدال والتربية الروحية التي من شأنها تربية النفوس لمافيه صلاحها وتزكيتها  مما يكدرها وحظوظ الدنيا مع سموالروح لتعرج في ملكوت الله ليصبح الصفاء الأنساني  وتعد الصوفية إحدى الدعائم الأساسية في التركيبة الشخصية للمواطن البسيط في السودان، فكل فرد أو حتى مسؤول له شيخ يحترمه ويقدره ويقف عنده ودائما ما يطلب منه أن يدعو له بالبركات والطرق الصوفية لها سلطانها القوي على الشارع السوداني جماهيريا وسياسيا، فتوجد في السودان حوالي 40 طريقة صوفية أشهرها: (القادرية الختمية، المكاشفية، التيجانية، السمانية وغيرها) وهذه الطرق منتشرة في كل أرجاء السودان، وهي ممتدة حتى فى دول الجوار.

وتتنافس هذه الطرق فيما بينها على الشارع السوداني ويساعدها في ذلك التنشئة الدينية في المجتمع نفسه، فالمواطن السوداني صوفي بالفطرة ولذلك تجده ينجذب إلى مثل هذه الطرق بل يقدسها أحيانا و تقوم الطرق بالتواصل الفعلي مع الناس عن طريق خدمات مفيدة تقدمها لهم مثل إنشاء المدارس والمستشفيات والمعاهد الدينية والجامعات وكذلك الخلاوى لحفظ القرآن.

ومشاركة منها فى الحراك الذي قاده الشعب السوداني نظمت الطرق الصوفية عصر أمس مسيرة من أمام وكالة السودان للأنباء متوجهة إلى الاعتصام بالقيادة العامة سمتها (مسيرة القوم لاسكات صوت الباطل وتجار الدين)، حيث قال المشائخ إن الشباب المتواجد في ساحات الاعتصام من الشرفاء ونفوا مانسب إليهم من انتماءات وصفتهم بالشيوعية ولهم معرفة بالدين والتعايش مع كافة الاطراف مؤكدين أن وقفة الصوفية تعبيرا أصيلا من أجل الثورة وأن هنالك مجموعة كبيرة من المشائخ تنادوا لهذا الحشد لدعم الثوار في مبادئهم لتحقيق مرامي الثورة موجهين دعواهم للشباب الثوار بعدم التراجع حتى تحقق أهدافهم المرجوة.

وطالب المشائخ من الجميع عدم الانتقام وأخذ الحق بالقوة بل يجب تطبيق القانون، مشيرين إلى أن ما يقوم به تيار نصرة الشريعة من تحركات غير مبررة تقود إلى فتنة داخلية وأن السودان يجب أن يكون وطن للتعايش والتسامح وقوي وآمن لافتين  إن الصوفية من طبعهم مسالمين، مؤكدين الاستعداد للجلوس مع تيار نصرة الشريعة، مشيرين إلى أن هذا التيار له أجندات خارجية، آملين أن يحكموا صوت العقل للحفاظ على السلم الاجتماعي.

أخبار ذات صلة