رصد/ أمل عبدالحميد

الخرطوم 20-5-2019م (سونا)- يصادف اليوم العشرون من مايو الاحتفال باليوم العالمي للنّحل  من كل عام ، وتم اختيار تاريخ هذا الاحتفال لأنه يصادف اليوم الذي ولد فيه أنطون جانسا، رائد تربية النحل الحديث. وينتمي جانسا إلى أسرة من الأسر التي تربّي النحل في سلوفينيا، حيث تُعتَبَر تربية النحل نشاطًا زراعيًا مهمًا وتقليدًا طويل الأمد.

ويثير الإنتباه  الدور الأساسي الذي يؤدّيه النحل وغيره من الملقّحات في إبقاء البشر والكوكب في صحّة جيدة. ويوفر فرصة للحكومات والمنظمات والمجتمع المدني والمواطنين المعنيين في كل مكان لتعزيز الإجراءات التي من شأنها حماية وتعزيز الملقحات وموائلها، وتحسين وفرتها وتنوعها، ودعم التنمية المستدامة لتربية النحل.

إن اقتراح جمهورية سلوفينيا، بدعم من مؤسسة Apimondia، والاتحاد الدولي لرابطات النحالين ومنظمة الأغذية والزراعة، للاحتفال بيوم النّحل العالمي في 20 أيار/ مايو من كل عام، قد حظي بموافقة الجمعية العامة للأمم المتحدة في عام 2017.

ويهدف يوم النّحل العالمي إلى تسليط الضوء على موائل الملقحات لتحسين ظروف بقائها حتى يزدهر النحل والملقحات الأخرى.

أما علاقة النحل بتحقيق القضاء على الجوع، وهو أحد أهداف التنمية المستدامة السبعة عشر، فهي علاقة كبيرة جدا في الواقع. يعتمد ما يقرب من ثلاثة أرباع أنواع المحاصيل في العالم، جزئياً على الأقل، على النحل وغيرها من الملقحات، التي تغذي الناس ويترعرع بها الكوكب، بما يتفق مع الخصائص الرئيسية لخطة التنمية المستدامة لعام 2030. وتؤدّي الملقحات دورًا أساسيًا في المساعدة على إطعام عدد سكان العالم المتزايد بطريقة مستدامة والمساعدة في الحفاظ على التنوع البيولوجي والنظام البيئي الحيوي. وهي تسهم في بناء سبل عيش مرنة، وخلق فرص عمل جديدة للمزارعين الفقراء أصحاب الحيازات الصغيرة على وجه الخصوص، مما يلبي الطلب المتزايد على الغذاء الصحي والمغذي، وكذلك المنتجات غير الغذائية.

ويرتبط الانخفاض المقلق في عدد الملقحات، والذي نتج إلى حد كبير عن الممارسات الزراعية المكثفة، والتغيرات في استخدام الأراضي، واستخدام المبيدات الحشرية، والظواهر المناخية الأكثر تطرفاً، بفرادى الآفات والأمراض، وارتفاع مستويات سوء التغذية والأمراض غير المعدية، إثارة القضايا الصحية للسكان في جميع أنحاء العالم.

وباعتباره بالفعل أعلى مساهم زراعي على مستوى العالم، فإن التلقيح، إلى جانب تحسين الإدارة، لديه القدرة على زيادة العائد بمقدار الربع. ولا عجب من كثرة الأزيز حول النحل!

لحماية النحل والملقحات من التهديدات على وفرتها، وتنوعها وصحتها، ينبغي بذل الجهود لبناء المزيد من الموائل للتنوع في المناطق الزراعية والحضرية. ويجب تنفيذ السياسات الخاصة بالملقحات التي تعمل على تعزيز المكافحة البيولوجية والحد من استخدام المبيدات.

ويمكن للمزارعين المساعدة في الحفاظ على الملقحات، والتنوع والصحة باستخدام أساليب مبتكرة تتُدرج المعرفة المحلية والعلمية والتجربة وتنويع المزارع لجعل مصادر الطعام والمأوى متاحة باستمرار للملقحات. ويلزمنا زيادة التعاون بين المنظمات الوطنية والدولية، والأوساط الأكاديمية والبحثية والشبكات لمراقبة ورصد وتقييم الملقحات وخدمات التلقيح.

ولدينا جميعًا فرصة زيادة تقديرنا للنحل والملقحات الأخرى، خاصة في يوم 20 مايو، أو يوم النّحل العالمي.

وتشير الدراسات ان  الناس والنباتات والكرة الأرضية استفادوا من النحل، على مدى قرون، وهي مشغولة كما يُعرف عنها ذلك، لكن هل تعلم أن النحل ليس هو الوحيد الذي يحافظ على الحياة على الأرض؟ فبحمل حبوب اللقاح من زهرة إلى أخرى، يقوم النحل والفراشات والطيور والخفافيش، وغيرها من الملقحات بتسهيل وتحسين إنتاج الغذاء، وبالتالي بالمساهمة في الأمن الغذائي والتغذية. وللتلقيح أيضا تأثير إيجابي على البيئة بشكل عامّ، مما يساعد على الحفاظ على التنوع البيولوجي والنظم الإيكولوجية النابضة بالحياة التي تعتمد عليها الزراعة.

 

أخبار ذات صلة